الخميس، 30 يونيو 2011

غطرسة .. وهواية


قل لي..

حين ينفرطُ عِقد العمر

وأنا بعد..

في انتظار لحظة امتناني لنُبلِك..

هل سأكون ممتنة كذلك

لأنكَ طارحتني النُبل

على قارعة الإهانة..

وعلى مرأى من الحرمان؟؟

وهل سيذكرُ تاريخي

أني كنت السبيّة الرخيصة

في معيّة السيّد الكريم

وحين استعفَف..

لما ضمّنا هودج الغواية

استعذتُ بالشيطان الرجيم

واستقمتُ على الصراط المستقيم

وقبّلتُ جبينك

حين مكثتُ بين يديّ..

نبيّ الهداية؟؟

وهل ستغفرُ لك أنوثتي في زوالها

أنك مضغتَ حُسني في تؤدة

وتثاءبتَ مللاً في حضرة جمالي

وسخرتَ من غنَجي..

حين كنت أهمي بجِيد سافر

وخصرٍ متمايل طروب

فتُقابل إشراقي عليك..

بغروب

برغم أني كنتُ النبيلة دوماً

ودوماً كنتَ الشقيّ اللعوب

حتى مسّنى هوس الغرام..

وانقلبت من ثم الآية؟؟

تعساً يا رجل..

بئسَ الجحيم جحيمُك..

بئس المنطق المقلوب

زهيدة هاذي الأسطورة..

معيبة أركان الرواية

فلا أنتَ فارس البلاط

ولا أنا غانية الغجَر.. !!

أزِل عن وجهك الحكمة

واسقط قناع الضجر

ودعني آتيك بيقين الخَبر..

يا سيد الغرور

حين ينفضح المستور

وتنكشف النوايا..

تتغطرس جداً

ويضحى عزوفُك..

محض هواية

حتى وإن كنتُ بين الثريات..

القمر

!!


الجمعة، 24 يونيو 2011

أضمّك


أضمك
وتقرّ عيوني

أرتقي كتفيك
وأعتلي أطراف أصابعي
وملامح وجهي في عنقك
تنفض عن عمري شجوني

أطيل ذاك العناق
أمحو بالقرب سنون الشقاق
أمتص من خّدر التلاقي دفئي
أتشفّى في عثرات شكوكي
وأشيح وجهي أخيراً عن ظنوني

أمرر جبهتي أسفل الشفة
فأمسح في التمريرة عذاباتي
وأسطر سطور عشق جديدة
فوق روابي وهامات وجناتي
وعلى حُلمي الوليد
أطبق في حذر جفوني

تهمي عليّ أنفاسك
وكأنك تعمّدني معشوقة
وترأب صدع نفسي المشقوقة
يتسلل إلى فؤادي دينك الجديد
أردد العهد والقلب صب شريد
فلك الرسميات حبيبي
ولي مروج عشقي وجنوني

أعرف ..
قبِلتني وأدخلتني دنياك
بيد أن العناق باق
فلن أبرح هذا المكان ما حييت
ودونه الهلاك
فللتو طرحت العمر القديم جانبا
وللتو رددت شيطان الشك خائبا
وللتو علّقت لافتة "ملكية خاصة"
فوق الآتيات من سنوني
!!


أنا .. فأر


لن أموت الآن .. كما يبدو
لم يزل في جعبة أقداري مخالب
وأنا ذيل الفأر
يتركني المخلب لأنفلت هنيهة
ثم يقبض على طرفي
ما أن أصل لحافة الرقعة المستديرة
فأبق من ثم داخل نفس اللاأركان
حيث لا زاوية أركن إليها
!!

لن أموت الآن-
مازلتُ قيد العمل المختبري
لم أُنهِ بعد حصتي من التجارب
أقطن قاع الحوض الزجاجي
أرنو بعين جذلة
إلى الفوهة المفتوحة في استفزاز
ويقتلني الجدار الأملس الشفاف
لا يتغير الزائر .. وتتغير الأسباب
وزائري يد قدرية
ترميني مرة بالطعام .. فأنتشي
ومرة بمحقن العقار الجديد
فأقبع في انتظار رد فعل كياني
ولا مجال للتنبؤ
!!

لن أموت الآن
لم يأتِ السيرك بآخر عروضه بعد
فلم تزل فقرات قائمة على استعبادي
سأعدو ثانية فوق الكرة الملتفة لانهايئاً
فإما الموت بالسقوط حال توقفت تعباً
أو الموت بالسكتة القلبية حال تابعت عدواً
بيد أني .. لن أموت الآن
باقٍ أنا لأضع فوق رأسي مخروط المهرج
ذي الدوائر والخطوط والبريق
وأنف أحمر كبير ..
ثقيل جداً على الأنف الدقيق
وأسكب على وجهي نصف دستة ألوان
وأرسم شفتين ضاحكتين تخفيان الهوان
فلا يبصر الضاحكون
عذاباتي أسفل ذاك الجلد الجبان
فأنا .. بلياتشو في ساحة البشر
!!

لن أموت الآن
فأنا فأر أليف .. مستأنس
غير قادر على الإيذاء
ومن ثم لا يقيم لي البشر وزنا
ولا يُسمع لي صوت أو نداء
موطني .. بيت دمية مُغبَّش
في غرفة صبي بشري متوحش
يغرس في بطني إصبعاً .. ويضحك
يلوي عنقي عن آخره .. ويضحك
يحرمنى الطعام أياماً
ثم يأتني أخيراً بكِسرة
عجبا ..
من أين لهذا التافه بتلك الخبرة ؟؟
أنتم يا من تنعتوننا بالوحشية
هلا أعدتم النظر في الفكرة؟؟
!!

لن أموت الآن .. كما بيدو
أو .. لم تأتني بذلك أخبار
لم يهتموا بشأني بعد
لم يعبأوا باتخاذ قرار
قابع أنا في جحري منتظراً
وهل في عالم الغيلان
يملك الفار أي اختيار ؟؟
!!


صفّدني


صفّدني
نعم .. لا تندهش
تسمعني بوضوح
وأنا .. أعني الكلمة
أعني المعنى
أعني ذاك القيد والغمامة
أعني تحديدا
تلك الجروح
!!

صفّدني
أحكم قيدي ووثاقي
شد قدميّ لتلك الحلقة
ومعصمي لنتوء الجدار
عرّني عن آخري
وغطني بالماء البارد
وارمني ما أن يفرغ
بإناء الفخّار
ثم زد من حبكة الطوق
وحدة السوار
وقهقه كثيرا لاستعبادي
لإهانة كبريائي
وقمع الافتخار
!!

صفّدني
إبقني محنية الجبهة
واحصد بسوطك الدمعات
أنقش ظهري بخدوشك
هددني بالسكين
مُرني أن أستكين
أسكنى أرض عروشك
واضرم فيّا الألم
وانقر في لحمي الندبات
ثم ابتعد خطوتين
لترى اللوحة من بعيد
وتشعر أنك السيد
وأني جارية
من بين العبيد
فتبهرك التفصيل
وتنتشي كثيراً ..
للانتصارات
!!

صفّدني
تجرّع من ضعفي
وتأمل عبقرية الانحناء
أرهف سمعك لنهنهتي
وتكسّر أنفاسي
وحبات العرق
تنسدل داخل شقوقي ..
داخل إحساسي
فأصرخ من فرط الاكتواء
إرهبني بالصياح
ودس إصبعاً همجياً
في الجراح
وارتشف شهد الاستجداء
فإذا ما بلغ بك الانتشاء
انتهكني
استبح الركنات والأرجاء
واغتصب سر عذابك
إجتح ذاك الكبرياء
واتركني مغتالة
واشرب حتى الثمالة
وقعقع الكأس بالسلاسل
واخلط الغناء بالدماء
!!


أعرف..
تقتلك قوتي
يصيبك في مقتل
علوّ هامتي
وارتفاع مقامي
وتراودك كثيراُ
أحلام سحقي
وخيالات انهزامي

ولا تعرف يا أحمق
أني امرأة سئمت قوتها
يحدوني لضعفي عطش
وبين الاثنين
يقبرني انقسامي

بيد أني قوية لضعفك
ولو خُيّرت
لسكنت ذراعي رجل بحق
ورميت بقوتي
تحت أقدامي
!!


الأحد، 19 يونيو 2011

أتجاوز كوني .. حالة


حين تعمد إلى قراءتي
تضع منظار الحكمة
وتمسك بدفتر النواميس
وفوق خارطتي النفسية..
تضع إشاراتك الفلسفية
ويغدو الحوار بيننا
أشبه بجلسة علاجية
بين مهووسة أصابها العطب
وطبيب يعيد صياغة الروح.. !!
أتمدد أمام عينيك
فوق محفة البَوح الوثيرة
أخبرك بكل ما تعلم
وتدوّن اعترافاتي..
بشكل استباقي
فأنت العارف بموطن الخلل
وأنت الساكت على العلّة
وأنت المُضمّد لذات الجُرح..
لحين الفتْق الجديد.. !!
وفي كل مرة..
أدوّن بياناتي الشخصية
اسمي.. وسنّي.. ونوعي
بلا رقم للهاتف
بلا وصف للعَرَض
بلا تاريخ للمرض
بلا عقاقير..
علّك تبصر في السطر الأخير
أني أتجاوز بكثير..
كوني.. حالة
وأنك حين تمعن في تطبيبي
تفرط في تغريبي.. !!
أعسايا إن أتيتيك بجواب مباشر..
تنقضي جلستك العلاجية
وتنتهي بيننا القضية
وننكشف على حقيقة..
أنك لم ترَ فيّ سوى..
العليلة بك ..
سوى الحمقاء الغبية..
أكرر سيرة الذاهبات والحاضرات
برغم أني المُبعدة تماما..
المنهية؟؟
وحينئذ ينقلب السُقم على السقيم
ويندلع شر الشيطان الرجيم
وتغدو الأسطورة..
حديث غابر..
وأغدو بعد التوحّد فيك..
طيفاً كان ذات حُمق
بسبيلك عابر.. ؟؟


الاثنين، 30 مايو 2011

على الطريق


تراني.. وأراك

ومجال الرؤية محفوف بالأطر

أصغرها نظارتي الشمسية.. ونظارتك

وأوسطها نافذة سيارتي الأمامية..

ونافذة سيارتك

وأكبرها..

إطار من الصمت الثرثار

يسكت عن كثير..

ويبوح باليسير

بعضنا ثابت في محلّه..

متشبث بحمق المسافة

مستمسك بعقم الفُرقة

قابض على جمر الـ..

مبدأ

وبعضنا يسير..

مأخوذ بالطريق شبه المُعبّد

مسترخِ في انهزامية القبول

لاجيء.. في حضن الـ..

المضمون

!!

تراني.. وأراك

أتعلّق بعجلة القيادة..

فأنا الممسكة بزمام أمري

المحددة مساري

المتخذة قراري

المستقرة جداً في اختياري

أتقامر مع أقدارك..

على أقداري

أتُراك..

الممسك عجلة القيادة..

بنصف يد

تجيد إلى هذا الحد..

العبث بأسراري؟؟

وأنا..

المُحلّقة في أفقِ آخر الطريق

أصوغ من الصمت القائم..

انشغالية

ومن حبّات الجبين احتفالية

وأرفع صوت النغم كثيرا

فلا تلتفت..

لرائحة الحريق؟؟

فأنت المسافر..

مشغول بأحاديث الهاتف

مغمور بأطياف المُحبّات

مصحوب بقلوب الـ..

رقيق

!!

أراك.. وتراني

أعسايا إن مددت لك يدا..

يطولك مني السلام؟

أيصيبك من جنوني مسّ..

يفتح لك شرفة

على شهرزادية الأساطير

وعشتارية الأحلام؟

فتقرأني مجددا

فوق هذا الدرب..

ربيعا على خلفية الجدب؟؟

ألستُ أنا – كما تدعوني –

رفيقة القلب؟؟

أم نستفيق – أسفا –

بذهاب ضوء الإشارة المشاكس؟؟

فنتابع..

والماثل في المنتصف

صمت مخيف

و..

رصيف

يفصل بيني وبينك

في طريق..

وطريق معاكس؟؟


الجمعة، 27 مايو 2011

أنا وأنت .. واللقاء


أدرك كم يعنيني أمرك
حينما يغدو نصف اليوم
دهراً مفتوح الطرفين
لأن موعدي معك ..
مرهون بالمساء
فتمُر الثوان ساعات
وتتسع المسافات
وتدور عقارب ساعتي
مهما تدور
ولا أشعر باكتفاء
وعلى هامش آدميتي
أشخاص
وأحداث
وحكايا
وأنا ..
أرقب في المرايا
تَلَف الخصلة
ولون الرمش
وفص الخاتم
وبريق البشرة
وعطر الأرجاء

أدرك كم يعنيني أمرك
حينما تختل إيقاعاتي
وتنقلب رأساً على عقب
قناعاتي
متى حلّ اللقاء
ثم أراك ..
وتبهت دونك الأشياء
ويبدأ حديثك
فيبدأ من ثم شتاتي
تتسارع في رأسي
أفكاري
وأسمع يا حبيبي
نصف الحوارِ
تستهلكني مخاوفي
وتقتلني تساؤلاتي
والإجاباتِ ..
محض هراء
ترى ..
هل أبدو جميلة؟
هل أشبه فتيات
قصصك المستحيلة؟
وفي كرنفال أشعارك ..
هل لي مكان
أم أن مكاني خواء؟

أدرك كم يعنيني أمرك
حينما في لقائك ..
أخاف
أنقسم على ذاتي
نصف يتلاشى
ونصف يتحاشى
النظر إليك
علّك تلحظ فيّا ..
ارتجاف
فأنا وعينيك
- حبيبتيّ -
خصمين متحابين
في حلبة سبر أغواري
في اعترافي القهري
واستسلامي الاختياري
في سفرك فيّا ..
والاستكشاف
ويغدو لقائي وإياك
رقعة شطرنج
وجوادك الأسمر الفتيّ
يغزو واثقاً
حدودي
ومساحاتي
الشاحبة البيضاء

أدرك كم يعنيني أمرك
حينما تأتيني
فينفلت مني اعتناقي
ومنطقي
ومذهبي
وفي التلاقي ..
يغدو الموروث لديّ
بقايا وأشلاء
فأغدو أمامك
كالبالون الفارغ
أستحث أفكاري ..
فتهرب
أستفز أشعاري ..
فتغرب
ويأتيني رجع الجهد ..
هواء
أنكرني ..
وأستنكرني ..
فأين عساه يذهب اعتدادي؟
أين تذهب الخيلاء؟
أين الساق على الساق؟
وماذا يحل بثباتي
ويخلّ بالاتساق؟
وكيف يصبح ارتباكي قاعدة
وهدوئي استثناء؟؟

أدرك كم يعنيني أمرك
حينما أدرك معك نقائصي
وأطيل النظر في عيوبي
وأشعر أن ..
إعصارك شمالي
ونهري جنوبي
وأن حريق شموسي
ينطفيء مهزوماً
في صمت غروبي

وأن شغفي قبل اللقاء
يذهب بعد السلام ..
غثاء
!!‬