الثلاثاء، 23 مارس 2010

حديث مغاير


حدثني .. عني
عن حياتي
!!

أخرجني من جوفي
أجلسني بينك وبيني
وتحدث عني ككيان آخر
خبّرني بنبرة جادة
أو حتى بصوت ساخر
عن تفاصيلي الجلية
عن أخاديدي الخفية
عن حوافي الحادة
احكِ لي عن صخبي
عن غضبي
عن سكناتي
!!

حدثني بلغة تلقائية
على نحو انسيابي
عن مدى فهمك لماهيتي
عن مدى إدراكي هويتي
عن حد استيعابي
قُدني فوق خارطة نفسي
اهتم كثيراً بالعلاماتِ
ضع زهرة بجوار همسي
وجمجمة عند يأسي
وسهم لدن نجاحاتي
فنّدني
عرّفني سماتي
!!

حدّثني كشاعر
كفنان
واستفض في البيان
ارسمني لوحة جدارية
مخربشة
اكتبني قصيدة ممنوعة
مهمّشة
أو اصنع مني رواية
وابدأ بمستهل الحكاية
واسترسل فضلاً
حتى موت الأبطال
حتى نهاياتي
!!

حدّثني فحسب
دعني أصدق أني مرئية
أن أجزائي لم تزل مادية
تشغل مساحة منطقية
أن لي ظل فوق الجدران
وبقايا عطر في الركناتِ
حدثني مؤازراً
لدن ضعفي
حدثني دافئاً
لدن خوفي
وحدّثني معنّفاً
إذا ما فقدت ثقتي
بمَلَكاتي
!!

حدّثني عني .. أنا
ودعك من البدابات الرتيبة
فلم أفترض أنك صديقي
أو أني حبيبة
لا يعنيني إن كنتَ
مخلّفات ماضيّ
أو غريب من أيام آتياتِ
ابقَ رجاءً خارج حكاياتي
:
:
فمشكلتي .. لم تعد أنت
مشكلتي اليوم ..
ذاتي
!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق