الجمعة، 24 يونيو 2011

أنا .. فأر


لن أموت الآن .. كما يبدو
لم يزل في جعبة أقداري مخالب
وأنا ذيل الفأر
يتركني المخلب لأنفلت هنيهة
ثم يقبض على طرفي
ما أن أصل لحافة الرقعة المستديرة
فأبق من ثم داخل نفس اللاأركان
حيث لا زاوية أركن إليها
!!

لن أموت الآن-
مازلتُ قيد العمل المختبري
لم أُنهِ بعد حصتي من التجارب
أقطن قاع الحوض الزجاجي
أرنو بعين جذلة
إلى الفوهة المفتوحة في استفزاز
ويقتلني الجدار الأملس الشفاف
لا يتغير الزائر .. وتتغير الأسباب
وزائري يد قدرية
ترميني مرة بالطعام .. فأنتشي
ومرة بمحقن العقار الجديد
فأقبع في انتظار رد فعل كياني
ولا مجال للتنبؤ
!!

لن أموت الآن
لم يأتِ السيرك بآخر عروضه بعد
فلم تزل فقرات قائمة على استعبادي
سأعدو ثانية فوق الكرة الملتفة لانهايئاً
فإما الموت بالسقوط حال توقفت تعباً
أو الموت بالسكتة القلبية حال تابعت عدواً
بيد أني .. لن أموت الآن
باقٍ أنا لأضع فوق رأسي مخروط المهرج
ذي الدوائر والخطوط والبريق
وأنف أحمر كبير ..
ثقيل جداً على الأنف الدقيق
وأسكب على وجهي نصف دستة ألوان
وأرسم شفتين ضاحكتين تخفيان الهوان
فلا يبصر الضاحكون
عذاباتي أسفل ذاك الجلد الجبان
فأنا .. بلياتشو في ساحة البشر
!!

لن أموت الآن
فأنا فأر أليف .. مستأنس
غير قادر على الإيذاء
ومن ثم لا يقيم لي البشر وزنا
ولا يُسمع لي صوت أو نداء
موطني .. بيت دمية مُغبَّش
في غرفة صبي بشري متوحش
يغرس في بطني إصبعاً .. ويضحك
يلوي عنقي عن آخره .. ويضحك
يحرمنى الطعام أياماً
ثم يأتني أخيراً بكِسرة
عجبا ..
من أين لهذا التافه بتلك الخبرة ؟؟
أنتم يا من تنعتوننا بالوحشية
هلا أعدتم النظر في الفكرة؟؟
!!

لن أموت الآن .. كما بيدو
أو .. لم تأتني بذلك أخبار
لم يهتموا بشأني بعد
لم يعبأوا باتخاذ قرار
قابع أنا في جحري منتظراً
وهل في عالم الغيلان
يملك الفار أي اختيار ؟؟
!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق